كتاب العزيف أو نيكرونوميكون (بالإنجليزية: Necronomicon) هو كتاب خيالي ذكره كاتب الرعب الأمريكيلافكرافت في عدد من قصصه. ألف الكتاب شاعر عربي من صنعاء اسمه عبد الله الحظرد وكان يعرف أيضا باسم العربي المجنون. يتحدث الكتاب عن الكيانات القديمة وتاريخهم وكيفية الاتصال معهم واستحضارهم. كما أن هناك رواية عربية من أدب الرعب ألفها الكاتب المصري أحمد خالد توفيق وهي تحمل عنوان أسطورة العلامات الدامية.. والتي تتحدث في أساسها عن قصة الكتاب والتي توحي بأن كل من يمتلك هذا الكتاب ناقصًا يموت بوسائل مفزعة ومخيفة.. لذلك فإن هذا الكتاب مثير للجدل ومثير للخيال - أيضًا - إذ أن الكتاب يرتبط بوقائع حقيقية، جعل الجدل حول ماهيته قائمًا إلى الآن.
طبعات الكتاب[عدل]
ذكر لافكرافت أن الكتاب الأصلي - الذي كتبه الحظرد - كان اسمه العزيف وأرجع لافكرافت معناها إلى الأصوات التي تصدر ليلا من الحشرات والتي كان يعتقد العرب أنها أصوات الجن والشياطين. ويقال أن الكتاب يقع في سبعة اجزاء وعدد صفحاته 900 صفحة.
تمت ترجمة الكتاب إلى الإغريقية بواسطة ثيودور فيلاتاس وأخذ اسم نيكرونوميكون من وقتها. تم إحراق هذه النسخه (بعد محاولات من قبل البعض لعمل أشياء مريعة) بواسطة البطريك مايكل الأول في عام 1050. بعدها تمت ترجمة الكتاب من الإغريقية للاتينية بواسطة أولاس ورمياس ويبدو أن خبر الكتاب وصله أثناء عمله بمحاكم التفتيش للمور (سكان إسبانيا ذوو الأصول العربية) إلا أن البابا كركوري التاسع منع الكتاب وأمر بإحراق النسختين الإغريقية واللاتينية في عام 1232. ويذكر لافكرافت أن النسخة اللاتينية ظهرت مجددا في القرن 15 في ألمانيا والقرن 17 في إسبانيا وظهرت النسخة الإغريقية في القرن 16 في إيطاليا. ويعتقد أن الساحر جون دي قام بترجمة الكتاب إلى الإنكليزية إلا أن لافكرافت قال أن الكتاب لم يطبع أبدا. ويزعم البعض أن هناك نسخة وحيدة متبقية في مكتبة الفاتيكان.
أما النسخة العربية فقد اختقت تماما من الوجود في الوقت الذي منعت فيه النسخة الإغريقية من الكتاب. حيث بحث عنه إدريس شاه في جميع المكتبات العربية والهندية ولم يجد له أثر. ويذكر لافكرافت أن النسخة العربية من الكتاب ظهرت في القرن العشرين بسان فرانسيسكو إلا أنها أحرقت فيما بعد. يقال بأن الكتاب ترجم إلى العبرية على الأرجح في عام 1664 بواسطة ناثان غزة وسمي بسيفر هاشاري حاداث أي كتاب بوابات المعرفة.
محتويات الكتاب[عدل]
على عكس نوستراداموس الذي استخدم السحر والفلك لمعرفة المستقبل فإن الحظرد كان مهتما بمعرفة الماضي. إن الكتاب هو عبارة عن كتاب تاريخ وليس سحر كما يُعتقد. يتحدث الكتاب عن الحضارات والكيانات القديمة، حيث تم تفصيل العديد من الأحداث التي تم التلميح لها في سفر التكوين وكتاب إينوخ وبعض الأساطير القديمة. اعتقد الحظرد بأن هناك أجناس أخرى سكنت الأرض قبل الإنسان وأن المعرفة البشرية انتقلت للبشر من أجناس تعيش خارج هذه الأرض ومن وراء هذا العالم. وظن بأنه اتصل بالكيانات القديمة عن طريق السحر وحذر من أنهم قادمون لاسترجاع الأرض من البشر.
إدعى الحظرد أن الكيانات القديمة تعيش في ما وراء هذا العالم وأنها كانت تريد الاتصال بالأرض بأي طريقة ممكنه للوصول إليها والسيطرة عليها. وقد استطاعوا أن يتقمصوا شكل الإنسان وأن يعيشوا بين بني البشر وأن يتزوجوا منهم ليكاثروا نسلهم على هذه الأرض.
يتم ذكر تلميحات كهذه في سفر التكوين وخاصة في قسم العمالقة في سفر التكوين (6.1 و6.2). ويتم تفسير وتفصيل القصة أكثر في كتاب إينوخ. حيث يذكر الكتابان أن مجموعة من الملائكة قد أُرسلو ليعتنوا ويهتموا بكوكب الأرض. وأن بعضا من هؤلاء الملائكة قد عشقوا بنات الإنسان. فهبط 20 منهم إلى الأرض وتزوجوا من الانسيات وأنجبوا منهم. ولكن ذريتهم عاثت فسادا في الأرض. ويذكر سفر التكوين أن الفيضان الذي حدث ما هو إلا لتطهير وغسل الأرض من هذه الذرية.
العزيف...ما بين الحقيقة والخيال[عدل]
ظل كتاب العزيف من الكتب الغامضة، فلافكرافت يصر أن الكتاب هو محض خيال لا أكثر، ويرى البعض الآخر أن الكتاب حقيقي ويرجعون ذلك إلى السبب التالي: أنأليستر كرولي الساحر والكاتب بريطاني قد قرأ ترجمة دي لكتاب النيكرونوميكون وقد ألّف كتاب اسمه القانون ويقال أن أغلبية الكتاب تم اقتباسها من العزيف. التقى كرولي في عام 1918 بسيدة مطلقة يهودية وتعيش في مدينة نيويورك تدعى سونيا كرين. كانت سونيا تعمل كمصممة قبعات وكان لها اهتمامات أدبية. أعجب بها كرولي واستمرت علاقتهم لفترة من الزمن إلى أنها لم تنتهي بالزواج. التقت سونيا كرين بلافكرافت في عام 1921 وفي نفس ذلك العام كتب لافكرافت عن الحظرد وعن المدينة التي وجدها. وفي عام 1922 تم ذكر كتاب العزيف في قصة (The Hound). فالفئة التي تؤمن بحقيقة وجود هذا الكتاب تتوقع أن كرولي قد تكلم عن العزيف أمام سونيا، وأن سونيا أخبرت لافكرافت بأفكار من هنا وهناك لقصص جديدة ومن المعقول أنها ذكرت وتكلمت عن العزيف. وما يؤكد ذلك وجود بعض الفقرات في قصص وأساطير كوثولو التي ترتبط وتلمح إلى كتاب القانون الذي كتبه أليستر كرولي.
ويحتوى الكتاب على طرق تخضير الموتى necromancy وكيفية رسم الدوائر المستخدمة في التحضير والتعاويذ المستخدمةالمستخدمة
كتاب الموتى أقدم كتاب انتهى الينا علمه، دون في عصر بناء الهرم الأكبر، ولا تزال نسخة منه محفوظة في المتحف البريطاني. فيه دعوات للآلهة وأناشيد وصلوات، ثم وصف لما تلاقيه أرواح الموتى في العالم الآخر من الحساب وما يلحقها من عقاب وثواب.
فقد اهتموا كثيراً في حياتهم للاعداد لما بعد الموت ولذا فقد شيدوا المعابد الضخمة إلى جانب المقابر التي لا تقل روعة وفخامة، حيث اعتقدوا بالبعث وبعودة الروح التي كانوا يسمونها في صورتين متقاربتين كا أو با.. كما حرصوا على وضع كل الاشياء الخاصة بالمتوفى من طعام وحلي وكل ما كان يحبه في حياته معه في مقبرته حيث يمكن لروح الميت أن تاكل وتشرب منها عند عودتها إلى الجسم، وقبل سعيها إلى الحياة الأخرى.
هذه التعاويذ والتمائم السحرية - فيما كان يسمى نصوص الأهرام في عصر الدولة القديمة - كانت تنقش على جدران المقابر العادية والاهرامات أو على التابوت الحجري أو الخشبي توضع إلى جانب المومياء لتكون دليل الميت في رحلته للعالم الاخر.
حيث كانت هذه التعاويذ بمثابة تعليمات إرشادية تمكن المتوفى من تخطي العقبات والمخاطر التي ستصادفه في أثناء رحلته إلى الحياة الأخرى، وتدله أيضا على الوسائل التي يستخدمها ليتمم هذه الرحلة بنجاح من دون أن يتعرض لأي سوء.[1]
في نفس الوقت تذكره بأسماء الآلهة التي سوف يصادفهم في طريقه هذا، إذ أن نسيان اسم أحد الآلهة لا يكون في صالحه، وخصوصا وأنه من ضمن تلقيه حسابه في الآخرة سوف يقف أمام محكمة مكونة من 40 إلاها .
في عصر الدولة الوسطى والدولة الحديثة، بدأ كتابة نصوص كتاب الموتى على ورق البردي ووضع هذا الكتاب بجوار المومياء داخل التابوت. وكان كل مصري قديم ذو شأن حريصا على تكليف الكهنة بتجهيز كتاب للموتى له، يذكر فيه اسمه واسم أبوه واسم أمه ووظيفته في الدنيا. وذلك استعدادا ليوم وفاته وتجهيز طقوس نقله إلى مقبرته.
مثال لما ورد في الكتاب
كتاب النهوض بقدوم النهار (بالهيروغليفية):
من الأجزاء الأساسية في كتاب الموتى دعاء يدافع به الميت عن نفسه (ويسمى الاعتراف بالنفي) :
"السلام عليك أيها الإله الأعظم إله الحق. لقد جئتك ياإلهي خاضعا لأشهد جلالك، جئتك ياإلهي متحليا بالحق، متخليا عن الباطل، فلم أظلم أحدا ولم أسلك سبيل الضالين، لم أحنث في يمين ولم تضلني الشهوة فتمتد عيني لزوجة أحد من رحمي ولم تمتد يدي لمال غيري، لم أكن كذبا ولم أكن لك عصيا، ولم أسع في الإيقاع بعبد عند سيده. إني (ياإلهي) لم أجع ولم أبك أحدا، وماقتلت وماغدرت، بل وماكنت محرضا على قتل، إني لم أسرق من المعابد خبزها ولم أرتكب الفحشاء ولم أدنس شيئا مقدسا، ولم أغتصب مالا حراما ولم أنتهك حرمة الأموات، إني لم أبع قمحا بثمن فاحش ولم أغش الكيل. أنا طاهر، أنا طاهر، أنا طاهر. وما دمت بريئا من الأثم، فاجعلني ياإلهي من الفائزين."
محتويات الكتاب[عدل]
يبين لنا كتاب الموتى لدي قدماء المصريين العقائد الدينية التي كانت تشغلهم طوال حياتهم. فلم يكن الموت لديهم جزءا لا ينفصل عن الحياة فقط وإنما كان للناس عند ذلك الوقت مفهوما آخر عن الموت والحياة الأخرى عما نعتقده اليوم. وكتاب الموتى كان بما فيه من تعاويذ وتوجيهات للميت، تساعده على البعث والانتقال إلى الآخرة حيث يعيش فيها مثلما كان يعيش على الأرض ولكن بدون أمراض ولا إعياء ولا كبر في السن، بل أيضا يكون في الآخرة رفيقا للآلهة يأكل ويشرب معهم في بعض المناسبات.
وهدف الميت أو الموت كان الوصول إلى الحياة الأبدية في العالم الآخر، ولم يكن ذلك منطقيا لدى بعض الناس والشعوب في تلك العصور. وتصور المعيشة في الآخرة هو أن الميت الذي فعل صالحا في حياته وكان أمينا وصادقا يساعد الفقير والجوعان والعطشان، ويساعد الأرامل واليتامى، كان مثل هذا الإنسان يعيش طبقا لما أرادته له الآلهة من " حياة سوية، ونظام عدل "، رمز لهذا النظام المصري القديم ب ماعت آلهة الحق والنظام الكوني.
وكتاب الموتي يحتوي على عدة فصول، تصف وتشير إلى الآتي :
- وقاية الميت من الشياطين والأرواح الشريرة والثعابين وغيرها
- تعرف الميت عند البعث الطريق إلى الآخرة
- تساعده على عبور بحر النار، والصعاب التي تهدده
- تسمح له بالتردد بين العالم الأرضي والعالم الآخر
- تساعده على الحياة في الآخرة
- تساعده على الحصول على الماء والغذاء وتلقي الهبات والأضحية، وعطائها في العالم الآخر
- تساعده على معرفة الأماكن في الآخرة، وتذكر أسماء الآلهة والأسماء الهامة (مثل اسم باب الآخرة)، * وتساعده على معرفة الأبواب وأسمائها وتعاويذ فتحها والمرور منها والوصول إلى الآلهة وتعريف نفسه إليهم.
ورغم وجود بعض الاختلافات بين معتقداتنا في الحاضر عن الحياة الآخرة فتوجد بين معتقداتنا ومعتقدات المصري القديم تماثلات. فكانوا قدماء المصريين يعتقدون في البعث والمثول أمام هيئة قضائية مشكلة من 42 قاضيا ويعترف أمامها الميت أمامهم بأنه لم يسرق، ولم يغتال أحد، ولم يكذب، ولم، ولم، وكل ما لم يكن يفعله من سيئات في حياته في الدنيا. [2]
- …لم أتسبب في أذية أنسان ,
- ولم ارغم أحدا من أقاربي على فعل السيئ.
- ولم أناصر العمل السيئ على العمل الطيب ,
- ولم أمشي مع المعتدي. …
- (عن الألمانية من كتاب : Negatives Sündenbekenntnis I, aus: Kapitel 124, 3)
صور من كتاب الموتى وشرحها[عدل]
.
المشهد العلوي يبين من اليسار إلى اليمين الإله هيهإله الأبدية ويمثل هنا البحر، ثم تأتي بوابة تدخل إلى عرش أوزيريس ممثلة بعين حورس، والبقرة السماوية محيت-وريت، ثم منظر الميت يقوم من تابوته ويحرسه الأربعة أبناء لحورس، وهم : "حابي" و"أمستي " و"دواموتيف" و"كبحسنوف ".[3]]]
اسرار كتاب الموتى
عقيدة الموت والخلود:
ننتقل بعد ذلك إلي عقيدة الموت والخلود لدي المصري القديم.كانت تستهوي
فكرة الحياة الأخرى على فكر الشعب المصري القديم أكثر من أي شعب
أخر، وذلك بسبب طبيعة المصري القديم وكثرة تأمله فيما حوله من ظواهر:
مثل شروق الشمس كأنها تولد وغروبها كأنها تموت ثم تعود في اليوم التالي
تشرق مرة أخرى ، والفيضان الذي كان يجئ مرة واحدة في العام ثم
ينخفض منسوب النيل شبهوه كأنه إنسان قارب على الموت حيث لا يحمل
الخير مثلما يحمل الفيضان من السمك والطمي الخصب وفي العام التالي
يجئ الفيضان مرة أخرى. كل هذه الظواهر وتأملات المصري القديم
أظهرت فكرة الخلود ولكن كان يجب الحفاظ على الجسد لتهتدي إليه الروح
بعد الموت ليحيا حياة أخرى.
وربما كان ظهور تلك الفكرة بسبب خاصية رمال مصر التي تحافظ على
جسد الميت بطريقة تبعث على الاندهاش حيث تقارب شكل الجثة شكل
عن فن التحنيط – لاحقاً – الأحياء وسنتكلم بالتفصيل
الذي كان وما زال يبهر العالم بما حققه من حفظ كامل
لأجساد أجدادنا الفراعنة.
طقوس دفن الميت:
كان المصريون القدماء يتوجهون بجسد الميت (بعد أن يتم تحنيطه) في
موكب حتى يصل إلى الشاطئ الشرقي للنيل حيث ينتظرهم أسطول صغير
من القوارب وكان المركب الرئيسي به غرفة كبيرة مبطنة من الداخل
بأقمشة في هذه الغرفة كان يوضع جسد الميت ومعه تماثيل: إيزيس ونفتيس
الإلهتان الحاميتان للميت ويقوم الكاهن بحرق البخور وتواصل النائحات
اللطم على أرؤسهن.
وبعد عبور النيل حتى الشاطئ الغربي للنيل يستمر الموكب حتى يصل إلى
قبر الميت وبعد عمل بعض الطقوس لا يبقى سوى إنزال التابوت والأثاث
الجنائزي وترتيبه ، فيوضع التابوت المصنوع على هيئة المومياء في تابوت
أخر من الحجر يتخذ شكل حوضمستطيل ويوضع حوله عدة أشياء مثل
العصي والأسلحة والتمائم ، ثم يقفل التابوت الحجري بغطاء ثقيل ويوضع
بجانب التابوت الأواني الكانوبية (هي الأواني التي توضع فيها أحشاء الميت
وتتخذ أشكال أبناء حورس الأربعة لذا فالأواني الكانوبية أربعة) داخل
صندوق خاص.
تم توضع المواد الغذائية للمتوفى التي تسمى "الأوزيربات النابتة "وهي
عبارة عن إطارات من الخشب على شكل أوزويس محنط وبداخلها كيس من
القماش الخشن يملئ بخليط من الشعير والرمل ويسقى لعدة أيام فينبت
١٥ سم كان يجفف ثم - الشعير وينمو كثيفًا وقوياً وعندما يصل طوله إلى ١٢
تلف الأعواد بما فيها من قطع من القماش وأما الهدف من هذا العمل هو
حث المتوفى على العودة لأن أوزوريس قد أعيد أحياؤه من الموت بهذه
الطريقة.
خروج الروح:
في الدولة القديمة كان
صعود روح الملك
المتوفى إلى السماء
عبر سلم علوي عظيم
أو قابضًا على ذيل
البقرة السماوية أو
محلقاً كطائر أو
محمو ً لا على دخان البخور المحترقة من الكاهن أو عاصفة رملية. أما
الاعتقاد الذي استقر بعد ذلك.والذي كان لكل البشر بعد أن أصبح حق عبادة
الشعب لأي معبود مكفولة هو خروج الروح على شكل طائر برأس إنسان.
محاكمة الميت:
كانت قاعة محاكمة الموتى في العالم الآخر تسمى باسم قاعة التحقيق ،
ويوجد بها اوزوريس جالسًا على العرش وخلفه شقيقتاه ايزيس ونفيتس و ١٤
نائبًا، وفي وسط القاعة يوجد ميزان كبير وبجانبه وحش لحمايته، كما يوجد
في القاعة أيضًا تحوت وانوبيس.
و تبدأ اجراءات محاكمة الميت عندما يقوم انوبيس بإدخال الميت) مرتدياً
ثوبًا من الكتان) الذي يحي اوزوريس وباقي الآلهة، ثم يدافع الميت عن نفسه
36 مرة لأنه يخشى ألا يصدقوه فيعيد إقراره الدال على براءته متوجهًا نحو
ال ٤٢ إلها (كانت مصر مقسمة إلي ٤٢ إقليما فكان كل إله يمثل إقليماً من
أقاليم مصر) و بعد ذلك يذكر الميت كيف كان خيرًا يعطي الخبز للجائع
ويقدم الماء للعطشان و يكسى العاري.
ثم يوضع قلبه في كفة الميزان وفي الكفة الأخرى تمثال صغير للحقيقة
(معات) ولم يذكر تفصيلاً كيف يوزن قلب الميت ولا أحد يعرف هل الآثام
كانت تثقل القلب أم تجعله خفيفًا ؟ وإذا أثبت أن هذا الرجل بريئاً كان له
الحق في الحياة و السعادة في العالم الآخر أم إذا كان مخطئًا فإنه يدمر
بواسطة الملتهمة(وحش خرافي مزيج من التمساح وأسد وفرس البحر.(
كان الشغل الشاغل للمصري القديم هوما سيحدث له في المحاكمة لأنه كان
يعرف أنه ليس كل الناس سوف يحظون بالنعيم في الآخرة،لذا فقد عمد
الكهنة إلي عمل بعضالتمائم والنصوص السحرية لحماية الميت وتبرئته في
المحاكمة ومن هذه الصيغ السحرية صيغة
تجعل إله الشمس (الذي يعتبر القوى الحقيقية وراء تلك
المحاكمة) يسقط من سماواته في النيل إذا لم يخرج ذلك
الميت برئ الساحة من المحاكمة.
كما وضع الفصل ١٢٥ في كتاب الموتى(سنتحدث عنه بعد
قليل) لتخليص المذنبين من خطاياهم وكان هذا الفصل ينسخ
على ورق بردي ليوضع داخل التابوت بين ساقي المومياء ليبرأ ساحة
الميت، وكان الكهنة يتحايلون بهذه الطريقة على الشعب حيث أوهموهم أن
بمساعدة النصوص السحرية يمكن أن تبرأ ساحة الميت وإن كان مخطئاُ.
و من ضمن الأمثلة أيضَا أسئلة القضاه في حساب المحكمة:
. هل عشت أجلك الذي حدده لك الإله كاملاً؟
. هل راعيت حق بدنك عليك كما رعاك الإله في شبابك؟
. هل حفظت جسدك طاهرًا كرداء نظيف لم تلوثه القاذورات؟
الحياة في العالم الآخر:
تصور المصري القديم أن الحياة في العالم الآخر مثلها مثل الحياة على
الأرض حيث يوجد سماء مثل سماء الأرض ،ونظرًا لأن الزراعة كانت
عماد الحياة في مصر أيضًا ستكون ذلك في العالم الآخر حيث تصورا العالم
الأخر حقول من القمح والشعير يحصدونها ويتمتعون بالخير الوفير
والأمان.
ولكن النبلاء كان من الصعب عليهم أن يعملوا في الحقول فظهرت تماثيل
الأوباتشي التي تمثل الخدم أثناء عملهم والخبازين والجزارين والنساء وهن
ينسخن القماش، وفائدتها أنها تقوم في العالم الآخر بخدمة مولاها وعمل كل
الأعمال التي كان يجب أن يعملها بنفسه.
كتاب الموتى:
كان من أهم الكتب لدي المصري القديم، وهو
كتاب يحتوي على مجموعة من النصوص
الدينية والسحرية عرفت عند المصريين باسم
"فصول السير أثناء النهار" وكتاب الموتى في
الواقع سليل نصوص الأهرام والتوابيت والمراد منه توفير حياة أخروية
مريحة للميت وإعطائه القوى اللازمة لمغادرة المقبرة عند اللزوم .ومعظم ما
وجد في المقابر أجزاء من كتاب الموتى التي كان يعتقد الميت أنه في حاجة
إليها أما الباقي فلا ينسخ ولكن وجدت نصوص كثيرة تحتوي على كتاب
الموتى كله، وفيما يلي بعض السطور من هذا الكتاب و ترجمتها حسب
ترتيب السطر.
دعاء ل "رع" عند ظهوره في الأفق الشرقي
يقول: " – أنظر "اوزوريس" كاتب قرابين الأرباب المقدسة جميعهم "آني
العزة لك يا من أتيت مثل "خبرى" خبرى مثل خالق الأرباب
إنك تبزغ ، وتسطع ، جاعلاً أمك ثاقبة ، متوجًا ملكًا للأرباب
تعمل لك الأم "نوت" بيديها فعل العبادة تستقبلك
اللعنات وانتقام الميت:
كان الميت يخشى اعتداء اللصوص على الذهب والفضة الموجودين في
القبر كما كان يرتاب الموظفين المنوط بهم لصيانة الجبانة، لذا فمن لا يؤدي
واجبه منهم بإخلاص كان الميت يتوعده بأشد العقاب بأنهم لن ينالهم شرف
التكريم الذي يمنح لأفاضل الناس، ولن يسكب عليهم أحد من المياه المقدسة
ولن يتقلد أولادهم وظائفهم كما سوف تنتهك حرمات نسائهم على مرأى منهم
، أما إذا عملوا بجد فسوف يكافئهم الملك وسوف يمنحهم العديد من
الوظائف. وإلي جانب ذلك كان يوجد موتى أشرار الذين كان
المصري القديم يعتقد انهم يتركون مقابرهم ويزعجون الأحياء
كما كان يعتقد أن أغلب الأمراض التي يعانيها الأحياء بسبب
الموتى الأشرار.
وإلي هنا تنتهي فكرة الموت والخلود لدي المصري
القديم .نرجوا أن نكون أعطيناها حقها.
وبهذا نكون قد ألقينا الضوء على كل جوانب الديانة المصرية القديمة بإيجاز
وعرفنا شغف المصري بالاهتمام بتجهيز نفسه للحياة الأخرى واتخاذه كل
السبل للوصول للنعيم الدائم وكيف كانت العبادة ووجود الآلهة بمثابة ضمير
وواعظ أخلاقي وكيف كان المصري أول من وصل إلي فكرة التوحيد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
شارك بطرح تعليق _ سؤال _ او ابد ملاحظاتك