كان أول من استخدم الهالات للأغراض الطبية هو والتر كيلنر وكان ذلك في عام 1911 وهو رئيس قسم العلاج الكهربائي في مستشفى سانت توماس في لندن. وقد اكتشف كيلنر أنه بمجرد النظر عبر زجاج ملون ، يستطيع أن يرى خط عريض من الضوء يكتنف جسم أحد المرضى، كما لاحظ أن شكل وكثافة ولون الضوء قد تغير بالمثل كلما تغيرت صحة المريض. وكان كيلنر هو الشخص الوحيد الذي أمكنه رؤية هذا الضوء، وحتى عام 1939 لم تتقدم اكتشافاته خطوة واحدة عن ذلك. وقد اهتدى سيميون كيرليان – وهو كهربائي روسي يعمل في مستشفى – بالمصادفة إلى طريقة فريدة تماماً في التصوير الفوتوغرافي . حيث لاحظ أنه من خلال وضع كائن حي على لوحة فوتوغرافية وتشغيل جهد عالي (فولت عالي) من خلالها، تظهر صورة مدهشة لها ألوان غريبة كأنها هالة حول هذا الجسم.
وقد أتقن كيرليان وزوجته فالنتينا تلك التقنية. وأظهرت الصورة الأولى التي التقطاها لورقة شجر وجود الملايين من نقاط الضوء البرتقالي والفيروزي فوقها، ويبدو أنها قد انبثقت من عروق الورقة، كما ظهرت هالة غريبة حول حواف تلك الورقة. ومع مرور الوقت قاما بإجراء العديد من التجارب حتى أنهما قد قاما بابتكار جهاز يستطيع إظهار الهالات بشكل متحرك. ولاحظا أنه أثناء تمام عافية الكائن الحي، فإن ذلك الكائن الحي يصدر صوراً لها خطوط عريضة أكثر تميزاً وإشعاعاً، في حين أن الكائنات الحية الذابلة والمحتضرة تصدر هالات ضعيفة للغاية.
وقد اقترح كيرليان وأثبت أيضاً النظرية التي تقول بأن الألوان المختلفة تنبثق من اختلاف الأمزجة والمشاعر والأفكار. وكانت أروع تجربة هي تلك التي وقعت عندما زارهما أحد العلماء وأعطاهما ورقتين متطابقتين من أوراق الشجر لإجراء الدراسة عليهما. واحتار الزوجان لأن إحدى هاتين الورقتين كان يبدو أن لها هالة غريبة جداً، ومع ذلك كانت تبدو طبيعية.
فصورة الهالة عبارة عن حقل كهرومغناطيسي إليكتروني يغلف الأجسام، وعندما يجلس الإنسان على الكرسي الخاص داخل الاستديو، ويضع يده على المجسات التي تتصل اتصالا مُباشراً بالجلد، فتقيس المقاومة الكهربائية حول الجلدِ ، وتلك المقاومة تَتفاوتُ من شخص لآخر، طبقاً لمستوى الرطوبةَ والملحَ، وهذه المستويات متأثّرة بالعديد مِنْ الأشياءِ: الحِمْيَة، السَّوائل، الحالة الصحية، درجة حرارة الجسم، التَعَرُّق، العاطفة، المزاج الشخصي حال التصوير، نشاط المخ وأعضاء الجسم.. الخ، وتلك القياسات تغذى مباشرة إلى مُعالج إليكتروني متصل بجهاز التصوير، فيقوم بترجمتها إلى إشارات كهربائية تصل إلى داخل الآلة فتتحول إلى نمط متغير من الأضواء والألوان التي تشع على الفيلم فتنطبع عليه صُورة شبح (خيال) الهالة التي نشاهدها في الصور.
وتكون النتيجة وفقاً لذلك وجود تغير مُستمر يَجعل من الهالة كائن مترقرق مُتماوج بالألوان، ونادراً ما تتطابق صورتان لشخص واحد إلاَّ إذا أَخذتَا في نفس اليومِ وفي نفس الظروف، بسبب التغيرات المستمرة التي تطرأ على المعلومات الإليكترونية إمَّا من داخل الإنسان أثناء التصوير أم من الظروف المحيطة به، أو من العوامل الجوية، وكل تلك العوامل لها تأثير وتأخذ في الاعتبار عند إنشاء ملف علاجي، أو حتى ملف تذكاري.
في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي أصبحت ثيلما موس – وهي متخصصة في علم التخاطر النفسي بجامعة كاليفورنيا – على قناعة بفائدة الهالات للأغراض الطبية، وأخذت تعزز الرأي القائل بأن اكتشاف كيرليان كان وسيلة لعرض الطاقة الحيوية كمادة ملموسة وقابلة للإثبات حتى أنها زارت الاتحاد السوفيتي لمناقشة التقنيات مع باحثي خوارق ما وراء الطبيعة هناك. وأرادت أن تستخدم هالات كيرليان كأداة تشخيصية واعتقدت أن الموضوع يمثل خطوة تالية كبيرة للمنجزات الطبية. ولكن للأسف، توفيت موس في عام 1997 دون تحقيق هدفها بالكامل.
وفي التسعينات وأثناء إجراء العالم السويدي روبرت كينيدي تصوير للهالات البشرية بأوروبا تعثر أمام عدم وضوح ونقاء تلك الهالة, مما دفع الشيخ أحمد ديدات وإصراره على إجراء تلك التجربة التصويرية, وأدهش د. روبرت عندما رأى هالة الشيخ واضحة عن تجاربة السابقة, فطلب منه الشيخ أن يعاود التصوير بعدما يتوضأ, فإزدادت الدهشة لدى العالم السويدي بعدما ظهرت الهالة أكثر وضوحاً ونقاءاً, فقال له الشيخ لا تعجب فسأريك تلك الهاله في صورة أكثر وضوحاً بينما تبدأ التصوير أثناء الصلاة, فتعاظمت الهالة وبدت أكثر وضوحاً مما دفع د. روبرت لسؤال الشيخ أحمد ديدات “كيف عرفت ؟” فما لبث أن قال له الشيخ الجليل لقد علمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن إذا توضأ العبد خرجت ذنوبه من بين عينيه ومن بين يديه ومن بين رجليه ومن بين أذنيه وبعدما توضئت تذكرت قوله صلى الله عليه وسلم “جعلت قرة عيني في الصلاة” ومن هنا فإن الإنسان في عالم الملك الذي هو عالم الحواس الخمس من الممكن أن يرتقي إلي عالم الملكوت أثناء الصلاة.
فالروح لطيفة والجسد كثيف، فمن غلبت كثافته على لطافته “بشريته على روحانيته” يبقي دائما مسجونا في هيكل ذاته مكبلا بحدود نفسه ولا يخرج عن قوانين كونه, ومن غلبت لطافته على كثافته “روحانيته على بشريته” إتصلت روحه بموجودها ورجعت الى أصلها، فلم يحجبها عن أصلها أرض ولا سماء ولا كون ولا أكوان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
شارك بطرح تعليق _ سؤال _ او ابد ملاحظاتك